الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

القتل حسب الهويه و الذاكره التاريخيه المشتركه - مسلمين و مسيحيين

تأثرت كثيرا عندما قرأت مقاله للكتور أحمد خالد توفيق اللتى ذكر فيها قصة القتل حسب الهويه اللتى حدثت لصديق له  فى لبنان، و القصه تتلخص فى الاتى، كان صديقه فى ميكروباص عندما قطعت عليهم الطريق جماعه مسلحه، و بدأت تنزل الراكبين واحد واحد و تسألهم و تسألهم عن هويتهم و بناء على الأجابه كان يتم أخذ الاجراء اما بالقتل أو أطلاق السراح، فى هذه الاثناء كان الراكبون فى الميكروباص لا يفكرون فى ديانتهم و لكن يفكرون فى "الاجابه الصحيحه".

لا نريد ان يصل بنا الوضع الى هذا الحال، لقد سمعت عن الفتنه اللتى حدثت مؤخرا و لم القى لها بالا، و لكن الموضوع يستمر فى السخونه و الاحتداد هنا و هناك، و قد سمعت أمس ثلاث لقاءات هامه، أحدهما مع رجل دين، كنت أحسب أنه يريد تهدأة الأمور، و لكنى وجدت الكلام فى ظاهره التهدئه، و فى باطنه منتهى الفتنه و الأثاره، ولا أريد أن أتطرق له. و اللقاءان الاخران مع أثنين من المفكرين اللذين أستفدت منهم كثيرا (و هذا بعض ما علق فى ذهنى أثناء سماعى الى اللقاءين أضغط هنا) ...

و قد عجبنى المفكر "سمير مرقص" عندما تحدث عن الحياه المشتركه و التاريخ المشترك، من كان يحارب لتحرير الارض، من بنى السد العالى، من يقتل فى طوابير الخبز،.... لقد تعايشنا سويا لمدة 14 قرن و أثناء هذه الفترات كان هناك فتن، و لم تظهر هذه الفتن ألا أثناء ضعف الدوله، و لابد من التوقف عن السيجال الدينى عديم الفائده، الدعوه تكون بأظهار الحسن و ليس بالتشكيك و الاساءه. أيضا أستوقفتنى كلام الدكتور "محمد سليم العوا" و انا اسمع دائما من هذا الرجل ما يثبت أعتداله و تفهمه و حسن نيته، انه ليس من المراوغين ولا مدعين الاعتدال، و أدعو الجميع أن يتوقف للحظات و يراجع جميع ما يقوله هذا الرجل، انه فعلا يدعو الى التعايش و الفهم.

و بدأت اليوم فى قراءة سلسة مقالات "محمد حسنين هيكل" عن نفس الموضوع، وهو يتعرض للعلاقه المشتركه و فن "هندسة" الفتن، و بداية تشكيل حزب الوفد و مشاركة الاقباط فى هذا الحزب و دور "مكرم عبيد" فى قيادة الحزب.

و أعمالا بمبدأ استحضار الذاكره التاريخيه أحب ان احكى لكم عن ما يوجد لدى فى الذاكره" القريبه"، و ليس من زمن بعيد، تذكرت عندما قام زميلى فى العمل بتحضير مشروب ساخن لى لأنه كان يعلم انى مريض، و صديقى الاخر اللذى أوصلنى الى المستشفى و انا مريض (لم أكن أفكر فى ديانتهم و هم أيضا لم يكونوا ليفكروا فى ديانتى قبل تقديم المساعده)، و أصدقاء كثر أكن لهم كل المحبه و التقدير. و فى صباح هذا اليوم تحدث معى صديق مسيحى عن ما يحدث و ذكر لى مجموعه من المواقف المؤثره:
1. حكى لى ان صديق له قد توفى، و هو مديون ب 100 الف جنيه، و قرر ان يساعده بان يرسل الى كل من حوله فى العمل لكى يقدموا المساعده، و قال لى ان من كان يقدم المساعده لم يكن يسأل عن الديانه، و قال لى انه اراد ان يختبر بعض اصدقاءه المسيحيين بأن يقول لهم ان ده مسلم كان رد الفعل (بيبصولى من فوق لتحت و يقولولى و ايه يعنى)، لم يفكر احد فى الديانه و هو يقدم المساعده !
2. حكى لى انه قام حريق كبير فى شقته منذ فتره، و ان من طفى هذا الحريق جيرانه المسلمين، و حكى لى كيف ان أحدهم كان يعانى من الربو و تعرض الى الموت أثناء أطفاء الحريق، و تسأل و قال (ايه اللى يطلعه يطفى حريق شقة واحد مسيحى و هو عنده الربو).

و اتوجه بهذا السؤال الى الجميع .... ايه اللى يطلعه يطفى الحريقه و هو عنده الربو


أرجوكم و استحلفكم بالله طفوا الحريقه

هناك 4 تعليقات:

  1. أقولك أنا ليه يخليه يطفي حريقة الشقة و هو عنده ربو, علشان دا أنسان أو بني أدم و في محنة و مشكلة ولازم يساعده

    ردحذف
  2. شكرا يا عماد على التعليق، فعلا محتاجين نركز على أنسانيتنا و تاريخنا المشترك.

    ردحذف
  3. الأمثلة إللي إنت بتقولها كلها طبيعية جدًا بالنسبة لي .. عشان إحنا بنتواصل مع بعض إنسانيًا بغض النظر عن أي اختلافات ممكن تكون ما بيننا .. المشكلة دايمًا بتيجي من الناس إللي فكرها ضيق .. أو ما عندهمش فكر أصلاً عشان التفكير عندهم معطل .. وهمه دول الناس إللي بيبقوا أدوات في إيدين الجهات إللي من مصلحتها إذكاء الفتنة .. ودول قصة تانية ..

    نقطة أخيرة .. بالنسبة لي العوا راجل متزن ومحل ثقة .. بس عندي علامة استفهام على نقطة الأسلحة إللي اتكلم عنها في حوار الجزيرة .. تحليله ممكن يكون صحيح .. بس مش كل حاجة ينفع تتقال للعامة .. يعني ممكن تتم متابعة الموضوع وراء الكواليس لحد ما تظهر الحقيقة .. بس ليه نزرع بذور الخوف من بعض ؟

    ردحذف
  4. شكرا يا ياسمين على التعليق ...
    الراجل كان بيتكلم عن خبر محدد أتنشر فى أكتر من مكان، الخبر ده ممكن فى الاخر يكون مش صح أو متحرف، بس هو موجهش أتهام للكنيسه أكتر من انه كان بيثير تساؤل للدوله، ليه معقبتش على الخبر ده و عرفت الناس الحقيقه.
    عجبنى تعبير "بذور الخوف"، بس البذور دى النظام هو اللى بيزرعها علشان يخوفنا من بعض و من اسرائيل و من امريكا و من الاخوان و من كل حاجه تخلينا عيشين مهمشين و مشيئين و نقول "اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش"

    ردحذف